بيان صادر عن “القمة العالمية للشعوب” بشأن تصاعد التوترات بين الهند وباكستان

نعبر عن كامل قلقنا إزاء تصاعد العدوان والضربات الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة الهندية. ففي سياق امتلاك كل من الهند وباكستان أسلحة نووية، فإن أي تصعيد يحمل في طياته عواقب كارثية، ليس فقط على البلدين، بل على كامل منطقة جنوب آسيا. إن شعوب جنوب آسيا — التي تعاني أصلا من الفقر والبطالة والأزمات البيئية وتفاقم التفاوتات الاجتماعية — لا يمكنها تحمّل أهوال حرب جديدة.

ندين دون مواربة جميع الأطراف – سواء في السياسة أو الإعلام أو غيرها – التي تقرع طبول الحرب وتغذي الكراهية بين شعبين يجمعهما تاريخ وثقافة ونضالات مشتركة. إن هذه الأصوات المتعطشة لسفك الدماء لا تمثل الطبقة العاملة، أو الفلاحين، أو الشباب، أو الفئات المضطهدة في أي من البلدين، إنها لا تخدم سوى مصالح النخب الثرية والمجمع الصناعي العسكري الذي يربح من الموت والدمار والخوف.

إن الحرب لا تجلب الحلول، بل تضاعف المعاناة، فهي تحوّل الموارد الحيوية للتسلح والاقتتال بدل الصحة والتعليم والعمل والرفاه. في وقت يعاني فيه ملايين الناس في الهند وباكستان من الجوع، وغياب السكن، والبطالة، فإن الحديث عن الحرب هو خيانة إجرامية لاحتياجات شعوبنا.

ندعو حكومتي البلدين إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال العدوانية، والالتزام بمسار مستمر وشفاف للحوار والدبلوماسية. يجب ألا يكون السلام فكرة ثانوية، بل الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل عادل ومنصف.

إن التوترات الحالية ليست معزولة، بل تهدد بزعزعة استقرار منطقة جنوب آسيا بأكملها، باعتبار أن الصراع الإقليمي سيُعطّل حياة الناس وسبل عيشهم عبر الحدود، ويُلحق أضرارا جسيمة باقتصادات هشة أصلا، ويُعمّق الانقسامات التي قد يستغرق التئامها أجيالا.

تقف القمة العالمية للشعوب مع شعوب جنوب آسيا في مطالبها من أجل السلام والكرامة والعدالة، كما ندعو الحركات الشعبية، النقابات العمالية، التنظيمات الطلابية، وكل القوى الديمقراطية في الهند وباكستان والمنطقة ككل إلى رفض الحرب، ومقاومة العسكرة، ورفع راية التضامن والسلام.

لنرفض الحرب ونستثمر في الحياة. لنستخدم مواردنا لإعادة بناء جنوب آسيا لشعوبها، لا للتدمير. لا لناهبي الحروب.

القمة العالمية للشعوب

7 مايو/ أيار 2025