ليتوقف الاقتتال العبثي الدائر في السودان بين الجنرالات….
نرفض أن تدار المعارك على أجساد النساء والفقراء…
يعيش الشعب السوداني الذي تعرضت ثورته لانقلاب عسكري في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، أوضاعا مأساوية على جميع الأصعدة، تفاقمت منذ اندلاع حرب 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال حميدتي، وهي الحرب التي استهدفت أمن واستقرار المواطن السوداني وتشريده، واحتلال أراضيه ونهب ممتلكاته وموارده، وضرب مقدراته الإنتاجية وبنياته التحتية الاقتصادية وتدميره.
إن طرفي القتال في الحرب ضد الشعب السوداني يخوضان حربا بالوكالة لضرب الشعب السوداني وإخماد ثورته، بدعم مباشر من القوى الأجنبية لهذين المكونين الرجعيين للاستيلاء على الثروات الهائلة التي تزخر بها أرض السودان، وهو ما ينذر بحرب أهلية تعرض حياة ووحدة الشعب السوداني للخطر الداهم. إن الاقتتال الدموي لا يمكن تبريره واستمراره، ليس فقط لأنه لا يستند إلى برامج سياسية وطنية تمثل مصالح الشعب السوداني، وإنما يعكس رغبة حفنة من العسكر في السيطرة على مقدرات الشعب السوداني لصالح قوى وأجندات خارجية لا تصب إلا في مصلحة أعداء الشعوب والامبريالية العالمية، بهدف نهب ثروات السودان ومعادنه الثمينة على حساب كرامة الشعب السوداني ورفاهه وحريته، ولحساب طغمة عسكرية وميلشيات تنازلت سابقا عن نصف أراضي البلد الأكبر مساحة في الوطن العربي والأغنى افتراضيا لولا الحروب الداخلية وسيطرة طغمة فاسدة على الحكم لسنوات. إن استمرار هذا الاقتتال الذي تسبب في قتل الآلاف من الأبرياء ونزوح أكثر من 7.2 مليون شخص من منازلهم داخل البلاد وخارجها، مع وجود أطفال يمثلون حوالي نصف عدد هؤلاء النازحين، وتعيش النساء السودانيات اللواتي ساهمن بجدارة في إشعال الثورة السودانية أوضاعا مأساوية في مراكز النزوح والإيواء، يعرض السودان لمخاطر تهدد السلم الاهلي و تؤجج الصراعات العرقية وتؤخر وتجهض نضال الشعب السوداني لإنجاز الديموقراطية والاستقرار والعودة للحكم المدني الذي صادره الجنرالات بالانقلابات العسكرية، كما يفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ويعمق الانقسام بين أبناء البلد ويجعل من السودان دولة مفلسة وممزقة.
إننا في الفريق النسوي الجهوي للقمة العالمية للشعوب، ونحن نتابع بقلق شديد ما يحدث في السودان، خاصة مع ورود شهادات متزايدة عن انتهاكات ممنهجة تتعرض لها النساء السودانيات من عنف جسدي وجنسي واختطاف واغتصاب، وفي ظل تعتيم إعلامي لما يجري وتحت التهديد، فإننا نطالب بما يلي :
- أولا: الوقف الفوري للاقتتال بين الجناحين العسكريين، ويبادرا الى إعمال لغة العقل والاستجابة للمبادرات الوطنية لاسترجاع اهداف الثورة، وتسليم مقاليد الحكم إلى حكومة مدنية، وحدها الكفيلة باستكمال مهام الثورة، وتحرير الشعب السوداني من توالي الأنظمة الشمولية العميلة للقوى الامبريالية والمحاور الرجعية الإقليمية.
- ثانيا: توقف المتحاربون عن استهداف الأبرياء كي لا يدار الاقتتال على أجساد الفئات الأضعف وخاصة النساء والفقراء،
- ثالثا: الرصد والتوثيق والتحقيق في جميع الانتهاكات بحق المدنيين والأبرياء، خاصة النساء بهدف معاقبة المنتهكين ووضع حد للاعتداء المتزايد عليهن،
- رابعا: مناشدة كل القوى التقدمية والمحبة للسلام لدعم الثورة السودانية وفضح كل التدخلات الامبريالية والرجعية والصهيونية في شؤون الشعب السوداني.
وأخيرا وفي الختام نتمنى السلامة للشعب السوداني ونسائه الماجدات.
الفريق النسوي الجهوي في القمة العالمية للشعوب
المنطقة العربية والمغاربية